هذه أنا ....
نعم أنا ....
أنا التي لم أكن قلت من أنا ...
أنا تلك الإنسانة ...
أنا تلك الحرة ... تلك التي ضمت في حناياها و طياتها ما لم أكن أعرفه أنا
في تلك الطيات ... احتضنت سري الدفين ...
احتضنت صمتا حزين ...
احتضنت ما لم أقوى على حمله سنين
احتضنت دمعا لا يسيل ...
هذه أنا ...
حيث آثرت الصمت على الكلام .. حيث أثرت السكوت على البوح بالأسرار
هذه أنا حيث أعيش في عالمي المجهول ...
عالم لوحدي ليس بالمأهول ...
سكنته أنا ... و حكتمه أنا ...
زرعت أحلامي .. و وقفت سائلة ... أيأتي يوما و أقطف ثماراها ..
تسلقت أحزاني ...
و وقفت على أطلال آلامي ..
زرت مقابر ذكرياتي ...
و تجولت في متاحف أجمل لحظاتي ...
وقفت ذاهلة أمام أبراج طموحاتي ...
لقد رأيت أساساتها متآكلة ...
دب الرعب قلبي ...
فهل ستنهار تلك الأبراج يوما ...
وقفت أمام بركة أهاتي ... لقد أصبحت حمراء ..
أجل حمراء قاتمة ... يوما بعد يوم تزداد حمرة ...
أخشى أن تصبح يوما بعد يوم سوداء داكنة ...
في سمائي حيث لم أرها ... فالغيوم تلبدها ليل نهار ...
تمطر أحيانا دموعا و أوقاتا أخرى أهات مسمومة ...
و شتاء قارص لا يرحل ...
شمس ذهبية ذابت ...
قمري يطلع صبح مساء ...
و نجومي تاهت في أجوائي ...
فعواصف غضبي لم تصمت يوما ...
أي عالم أعيشه أنا ... أي عالم سكنته و بنيته ....
رغم أن العالم حولي تشغله أوقات سعادة لا توصف
إلا أنا عالمي أنا ... ذبلت زهرات سعادته سريعا ...
فهل يعرف أحدكم كيف أنا ؟؟؟
هل يعرف أحدكم ما علي أن أفعل ... لأعود " كما كنت أنا "